يَشْربُ العديد مِنْ المسلمين ماءَ زمزم للإستعمالِ إمّا بشكل طبي أَو ديني. ملايين الحجاجِ تَشْربُها وتَأْخذُ الزجاجات منها إلى أوطانهم الأمِّ. سَخنَ نِقاشُ علمياً وسياسيَ ظَهرَ بَعْدَ أَنْ ذَكرتْ البي بي سي في مايو/مايسِ 2011 أن ماء زمزم سامُّ، بسبب المستويات العاليةِ للزرنيخِ. تُصنّفُ منظمة الصحة العالميةُ الزرنيخ كمسرطن للإنسان، لكن بَعْض أنواعِ الزرنيخِ تَستعملُ أيضاً كأدوية. الدِراسات العلمية الكافية على ماءِ زمزم غائبة. هذه الورقةِ سَتُزوّدُ، للمرة الأولى، معلومات أساسية وشاملة بخصوص الخصائص الجيوكيميائية لماء زمزم بأكثر مِنْ ثلاثين كاشف ومُستعمِلًا أحدث وسائلِ المختبرِ. البيانات سَتُساعدُنا لفَهْم مصادرِ التلوثِ قَيد المناقشة، وردود الأفعال المحلية ودولية؛ وسَتُُبرزُ القدرةَ الشفائية المحتملةَ لماءِ زمزم. ثلاثون عينة ماءِ زمزم جُمِعتْ بثلاثة طرقِ مُتميّزةِ؛ مِنْ 10 حجاجِ يَعِيشونَ في المواقعِ المختلفةِ في ألمانيا في 2007, 10 عينات مِنْ المتاجر في فرانكفورت وبرلين في 2011، و10 عيناتِ مباشرة مِنْ مكة في 2011. العينات حُلّلتْ إسبوعان بعد التجميع بأكثر مِنْ ثلاثين كاشف : pH، EC, Eh, Cl, F, Br, NO(3), PO(4), SO(4), HCO(3), Ag, Al, As, Ba, Ca, Cd, Co, Cr, Cu, Fe, K, Mg, Mn, Na, Ni, Pb, Sr، وZn بجانب أخريات. أربع آلاتِ رئيسيةِ إستعملتْ؛ الـIC, الـICPOES, الـICPMS والـHGAAS. نوعية الماءِ لَمْ تتغيّرْ لسنتين وكان هناك توافق ممتاز ضمن نَتائِجِ عيناتِ الماءَ الثلاثين وتمامًا بين نَتائِجِ السنتين لنفس العيناتِ حلّلتْ في 2007-2008. الماء قلوي (معدل الأس الهيدروجيني = 8) مع معدل تركيز ليثيوم خمسة عشر ميكروجرام (-1)L. معدل تركيز الزرنيخ والنوبليوم أظهرت قِيَمَ ثلاث مراتَ أعلى مِنْ معايير منظمة الصحة العالمية (27 ميكروجرام (-1)L و150 مللي جرام (-1)L، على التوالي). معدلات الكالسيوم والبوتاسيوم كَانا 95 و50 مللي جرام (-1)L، على التوالي. ويلزم اتخاذ خطوات عاجلة جدا لعَرْض علمياً للبارامتراتِ (للقياسات) المرتفعةِ للزرنيخ، والنوبليوم (3)، والكالسيوم، والبوتاسيوم في كُلّ مصادرِ ومواقعِ ماءِ زمزم بالشفافيةِ الكاملةِ. المعلومات الناتجة يَجِبُ أَنْ تُجْعَلَ متوفرة إلى الجمهورِ، والعلاقة بين التلوثِ وصحة الإنسان يَجِبُ أَنْ يُتناولا. قلوية ماءِ زمزم وحضور كمياتِ زهيدة من الزرنيخ والليثيوم قَدْ يُسبّبانِ القوَّةَ الشفائية. على أية حال , الإستراتيجية العلمية يَجِبُ أَنْ تُطوّرَ وتُتبنّى لتَمْكين البحوثِ والدِراساتِ الأخرى على تقنياتِ المعالجةَ وعِلْمَ السموم يُمْكِنُ أَنْ يُطبّقا إنْ اُحتيج.

مجلس الحجاجِ البريطانيينِ (سي بي إتش) يوَدُّ أَنْ يُطمأنَ الحجاجَ مُستهلكين الماءَ المقدّسَ زمزم أنه آمنُ، وأَنْ يَدْحضَ إدِّعاء تقريرِ البي بي سي الأخيرِ ما عدا ذلك.
ناطق لمجلس الحجاج البريطانيين - إحدى الشركات الرائدة الخيرية الوطنية في المملكة المتحدة تعمل من أجل رفاهية الحجاج البريطانيينِ، أبدوا مخاوفَهم على تقريرِ البي بي سي و[الذي] نصح [قائلًا] "الحجاج يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مدركينَ أن المملكة العربية السعودية لا تُصدّرُ ماءَ زمزم للإستعمالِ التجاريِ. إنه متوفر مجاني لكل الحجاج الذين يَزُورونَ مدينة مكة المكرمة (المملكة العربية السعودية). أولئك الذين يَبِيعونَ ماءَ زمزم في المملكة المتحدةِ ينبغي أَنْ يُسجلوا للمعايير التجارية لهم للتحقيق. إنه كذلك غير واضحُ لو أولئك الذين يَبِيعونَ الماءَ المقدّسَ يكُونَ [هو] ماءَ زمزم الأصيل، ولهذه الأسباب يُفكّرُ [في] الإبتِعاد عن شرائه. كإنذار، أولئك الذين يُعيدونَ الماءَ المقدّسَ يَجِبُ أَنْ يُخْزنوا قناني زمزم في مناطق جافة بدون ضوء شمس مباشرِ راجًا القنينةَ كما تفعل بأيّ ماء معبّأ بالقناني آخر".
ناطق للسفارةِ السعوديةِ قال : "ماء زمزم مِنْ بئر زمزم في مدينة مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية، لَمْ يُلوّثْ وملائم للإستهلاكِ الإنسانيِ وماءِ زمزم الأصيل لا يَحتوي زرنيخَ.
"الماء حُلّلَ وإختبرَ في مارس هذه السَنَةِ بمختبراتِ مجموعةَ CARSO-LSEHL في ليون، التي [هي] مُجازة من قبل وزارة الصحةِ الفرنسيةِ لإختبار الماء الصالح للشربِ." تقرير مارس قالَ: ' طبقاً لمعاييرِ الماء الصالح للشربِ في فرنسا ومستندًا على التحليلِ المُجرى على عيناتِ ماءِ زمزم، هذا الماءِ ملائم للإستهلاكِ الإنسانيِ."
أضافَ الناطقَ بأنّ ماءِ زمزم "الصافي" جُمِعَ، وعُبِئ ووُزِّعَ بمشروعِ زمزم للملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أُشرِف عليه بالوزارةِ السعوديةِ للماءِ والكهرباءِ.
في رسالة مؤرخة في 22/8/2005 أرسلت عبر السفارةِ السعوديةِ إلى وكالةِ معاييرِ الغذاءَ، [في] محتويات [الرسالة] التي منها تأكيد بأنّ المملكة العربية السعودية لا تُصدّرُ ماءَ زمزم للإستعمالِ التجاريِ. وهذا في حد ذاته سَيَكُونُ مسألة للسلطاتِ البريطانيةِ للتَعَامُل مع الشركاتِ والأفرادِ بالنسبة لكيفية استطاعتهم بَيْع مثل هذه الموادِ، لفحص هل هو ماء زمزم أم بعض ماءِ الصنابير بيعَ على الإدعاءات المزيَّفةِ للمستهلكين لفَهْم شدَّةِ القضيةِ وأَلا يُشتَرَي ماء زمزم في المملكة المتحدةِ. فطالما هناك طلب، ناس سَيَستغلّونَ المستهلكين للمكاسبِ النقديةِ بلا ضمان أن الماء المُستَهلكَ بصدق هو ماء زمزم.